www.net syria.wap.sh |
---|
●ابتلاء الله لعباده●
بسم
الله .. و الصلاة و السلام على رسول الله..
وددت اليوم الخوض في موضوع جديد.. موضوع يهمنا جميعا.. لما نراه يومياً
أمام أعيننا..
ألا وهو الابتلاء ..ابتلاء الله تعالى لعباده... ربما سألت نفسك يوماًلماذا
يبتلينا الله عز وجل؟
الابتلاءات و المصائب كثيرة.. كالمرض بعد عافية.. أو فقر بعد غنى.. أو عجز
بعد قوة..
ان هذه الابتلاءات تنقلنا فورا الى ساحة العبودية.. العبودية لله تعالى
..فعندما
أكون غنياً ثم افقر اتوجه الى الله منكسراً على اعتابه.. هذا الفقر هو حالة
تنقلي فورا الى الله
...المصائب توقظ الانسان بعد ان تجول في النعيم و الرخاء و الطمأنينة و
الامان .. أو الغنى او القوة..
و بعد ان ابتعد عن الله تعالى و اغتر بنفسه و بحالة الراحة التي هو بها ...
تسكرك نشوة المال.. و الغنى و الامان و القوة و تبعدك عن الله تعالى..
فتأتي المصيبة و البلوى لتوقظك
مما انت فيه و تذكرك بعجزك و تذكرك بسبب خلق الله لك تذكرك أن هناك رباً
خلقك لتعبده .. تعبد
رب العباد.. لا عبد من عباده.. لاتعبد المال و الغنى و الترف..
(وما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون)
ان المصيبة وان كانت تخيل لك نقمة .. لكن هي في الباطن نعيم و تكريم لأن
الحالة الاقرب الى الله
عز وجل هي ان تكون في حال تحتاج الله فيها ..لكي يقربك اليه اذا طلبت ذلك..
من الناس من ينقلب على الله تعالى عندما يبتليه .. فيتوقف عن عبادة الله عو
وجل.. و كأنما يحتج
على زوال النعمة ..
(ومن الناس من يعد الله على حرف فإن أصابه خير أطمئن
وان اصابته فتة انقلب
على وجهه خسر الدنيا و الاخرة وذلك هو الخسران المبين)
هذه ليست عبودية حقيقية لله تعالى...
فكأنما تعبده على شرط..انه اذا احسن اليك عبدته..
عليك ان تكون عبداً لله في جميع الاحوال ... سواء أأحسن اليك أو ابتلاك..
تذكر قوله تعالى
(و لنبلونكم بشيء من الخوف و الجوع و نقص من الاموال
و الانفس و الثمرات و بشر الصابرين)
الله عز و جل يبتليك لتصبر .. و على صبرك يكافئك..
(و بشـــر الصابرين)
ليس الصبر ان تكون سابحا في بحر النعيم و الملذات ..لا ..عن ماذا ستصبر
حينها؟؟!!
مناخ الصبر هو المرضو الفقر و الابتلاء.. ذاك الذي يعيدك لربك ..
لن ننسى شيء مهم جداً ألا وهو العدل .. العدل الرباني.. حيث ان الله تعالى
ابتلى ايضا رسله و
انبيائه ..عندما نجد سيدنا يعقوب قد ابيضت عيناه من الحزن.. افقده المصاب و
البلاء نور عينيه..
هل نشك بأن الله تعالى لا يحبه؟؟؟ لا و الله ..
للابتلاء نعم عظيمة ..فالله تعالى عندما يبتلي عبده أو أمته فذلك حتى يزيد
له العطاء اذا صبر
و يرفع من درجاته .. ولا يشك احدنا بان الله عز وعلى ينزل بلاءه في عبده
الا ليكفر له ذنبه..
فقول نبينا محـــــــــــمد صلوات الله و سلامه عليه كفى وجمع ذلك حين قال:
(مايزال
البلاء بالمؤمن
و المؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله و ماعليه خطيئة)..
السؤال الأكثر تردداً ..لماذا
يبتلي الله تعالى عباده المؤمنين و لا يفعل ذلك للكافرين؟!
قال تعالى:(ولايحزنك
الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئاً يريد الله الا يجعل لهم
حظاً في الآخرة و لهم عذاب عظيم)..
اذن هي فتنة الله لهم فقد علم الله من امرهم و كفرهم
ما يؤهلهم للحرمان من الاخرة فتركهم
يسارعون في الكفر الى نهايته .. و قد كان الهدى مبذولاً لهم فآثروا عليه
الكفر فتركهم يسارعون فيه
و تركهم عز وجل يتلذذون في نعيمهم فهو عليهم بلاء ..
ولكل شيء في هذا الكون حكمة.. و لله تعالى في هذا حكمة ألا و هي تمييز
الخبيث من الطيب
بالاختبار و الابتلاء..
ان ترك الله تعالى الباطل ناجيا و بقاءه فترة من الزمان ليس معناه ان الله
تعالى تاركه أو انه من القوة
حيث لايغلب ..و ان ذهاب الحق مبتلى في حين وضعيف فترة من الزمن ليس معناه
ان الله ناسيه
و مجافيه ..أو انه متروك للباطل يقتله و يرديه ..لا و رب الكعبة ..
انما هي حكمة الله في خلقه.. و تدبير من الله عز وجل.. يمهل الباطل ليمضي
الى نهاية الطريق..
ليرتكب ابشع الآثام و ليحمل أثقل الاوزار و لينال أشد العذاب باستحقاق...
و يبتلي الحق ليميز الخبيث من الطيب و يعظم أجر من مضى مع البلوى و صبر و
ثبت
فهو الكسب للحق..... و الخسارة للباطل....
(ولايحسبن الذين كفروا إنما يملي لهم خيراً لأنفسهم إنما يملي لهم ليزدادوا
إثماً ولهم عذاب مهين)
(أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتيكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم
البأساء و الضراء
و زلزلوا حتى يقول الرسول و الذين معه متى نصر الله ألا ان نصر الله قريب)
(قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:رداً على سؤال سيدنا سعد بن ابي وقاص
رضي الله عنهما حين قال:يارسول الله أي الناس أشد بلاء فقال:الأنبياء ثم
الامثل فالأمثل فيبتلى
الرجل حسب دينه فإن كان دينه صلباً اشتد بلاؤه و ان كان في دينه رقة ابتلي
على حسب دينه
فما يبرح البلء بالعبد حتى يتركه يمشي على الارض ماعليه خطيئة)
(قال ابن القيم: الطريق طريق تعب فيه ادم..وناح فيه نوح..ورمي في النار
الخليل..وأضجع للذبح
اسماعيل..وبيع يوسف بثمن بخس..ولبث في السجن بضع سنين.. و نشر بالمنشار
زكريا..
و ذبح السيد الحصور يحيى..وقاسى الضر أيوب..و عالج الفقر و الاذى محمد)
اللهم لا تجعل كلامي هذا صرخة في
واد ولانفخة في رماد.. اللهم ارزقنا حبك و حب من يحبك
و حب عمل يقربنا الى حبك.. اللهم ارنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا
الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه..
اللهم اهدنا الى طريقك القويم .. حتى نلقاك وانت راض عنا يا رب العالمين ..
و السلام عليكم و رحمته تعالى و بركاته